الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{حسان} ليس بوقف ومثله {تكذبان} لأنَّ قوله: {حورٌ} نعت {خيرات} أو بدل.{في الخيام} كاف وقيل لا يوقف عليه حتى يصله بقوله: {لم يطمثهنَّ}.{ولا جان} كاف.{تكذبان} تام إن نصب {متكئين} على الاختصاص وليس بوقف إن نصب حالًا أو نعتًا لمتكئين الأول وعليه فلا يوقف على شيء من {متكئين} الأوَّل إلى هذا الموضع لاتصال الكلام بعضه ببعض.{وعبقريّ حِسان} تام ومثله {تكذبان}.آخر السورة تام. اهـ.
أراد بأسرع في الشد، فحذف الحرف وأوصل أسرع، أو فعلا دل عليه أسرع هذه. وأما {تخسروا}، بفتح التاء، وكسر السين فعلى خسرت الميزان، وإنما المشهور أخسرته. خسر الميزان، أي: نقص، وأخسرته. ويشبه أن يكون لغة في أخسرته، كما يشترك فيه فعلت وأفعلت من المعنى الواحد، نحو أجبرت الرجل وجبرته، أهلكت الشيء هلكته.ومن ذلك قراءة عيسى الثقفي: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}، بكسر النون، وفتح الراء.وقرأ: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}، بفتح النون والراء- قتادة ويحيى بن عمارة الزارع والأعمش- بخلاف- وابن إدريس.وقرأ: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}، بنصب الياء والراء أبو عمرو والأعرج.أبو حاتم عن الأعمش: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}.قال أبو الفتح: يقال: فرغ يفرغ كدفع يدفع، وفرغ يفرغ كذبغ يدبغ، وفرغ يفرغ كلثغ يلثغ.وأما (سَيفْرُغُ)، بالياء فالفاعل فيه اسم الله تعالى.و(سَيفْرُغُ) واضح.ومن ذلك قراءة ابن أبي بكرة: {ونَحُسٌ}، بفتح النون، وضم الحاء، وتشديد السين، رفع.قال أبو الفتح: {نَحُسٌ}، أي: نقتل بالعذاب. يقال: حس القوم يحسهم حسا: إذا استأصلهم. قال الله تعالى: {إِذْ تَحُسُّونَهُم}، أي: تقتلونهم قتلا ذريعا.ومن ذلك قراءة ابن محيصن: {مِنْ إِسْتَبْرَق}، بالوصل.قال أبو الفتح: هذه صورة الفعل البتة، بمنزلة استخرج، وكأنه سمى بالفعل وفيه ضمير الفاعل، فحكى كأنه جملة، وهذا باب إنما طريقه في الأعلام، كتأبظ شرا، وذري حبا، وشاب قرناها. وليس الإستبراق علما يسمى بالجملة، وإنما هو قولك: بزيون. وعلى أنه إنما استبرق: إذا بلغ فدعا البصر إلى البرق وقال: هذا إن شئت قلت: معناه تستبرق أبصار أهل الأفق وإن شئت قلت: تبرقه، أي: تأتي بالبرق منه.وأما البزيون فبعيد عن هذا، اللهم إلا أن نقول: إنه لمائه وصنعته تستبرق، أي: تبرق فيكون كفر واستقر. ولست أدفع أن تكون قراءة ابن محيصن بهذا، لأنه توهم فعلا، وإذ كان على وزنه، فتركه مفتوحا على حاله، كما توهم الآخر أن ملك الموت من معنى الملك حتى قال: فبني منه صورة فاعل من الملك، وهذا أسبق ما فيه إلي.ومن ذلك قراءة الحسن وعمرو بن عبيد: {وَلا جَأن}، بالهمز.قال أبو الفتح: قد تقدم القول على هذا. لما حرك الألف لالتقاء الساكنين همزها، كقراءة أيوب السختياني: {وَلا الضَّالِّين}.ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان ونصر بن علي والجحدري وأبي الجلد ومالك بن دينار وأبي طعمة وابن محيصن وزهير الفرقبي: {رَفْارَفٍ خُضْرٍ وَعَبْاقَرِيٍّ حِسَانٍ}.وقرأ: {خُضُرا}، مثقلا- الأعرج.قال أبو الفتح: كذلك رويته عن قطرب: {عَبَاقِرِيّ}، بكسر القاف غير مصروف. ورويناه عن أبي حاتم: {عَبْاقَرِيٍّ}، بفتح القاف غير مصروف أيضا.قال أبو حاتم: ويشبه أن يكون عباقر بكسر القاف على ما يتكلم به العرب، قال: ولو قالوا: عباقري، فكسروا القاف، وصرفوا لكان أشبه بكلام العرب، كالنسب إلى مدائن مدائني، قال: وقال سعيد بن جبير: رفارف: رياض الجنة، قال: وعبقر: موضع قال امرؤ القيس: وقال زهير: وأما ترك صرف {عباقري} فشاذ في القياس، ولا يستنكر شذوذه في القياس ما استمراره في الاستعمال، كما جاء عن الجماعة: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ}، وهو شاذ في القياس ما استمراره في الاستعمال. نعم، إذا كان قد جاء عنهم عنكبوت وعناكيب، وتخربوت وتخاربيت- كان عباقري أسهل منه؛ من حيث كان فيه حرف مشدد، يكاد يجري مجرى الحرف الواحد ومع ذلك أنه في آخر الكلمة، كياءي بخاتي وزرابي.وليس لنا أن نتلقى قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بقبولها، والاعتراف لها.وأما {خضر} بضم الضاد فقليل، وهذا من مواضع الشعر كما قال طرفة: بضم القاف. اهـ.
|